صفحة:مرآة الحسناء.pdf/216

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢١٢

فاسترهنتْ قلبي الوفيَّ وللولا
نسيَتْ وقلبي والولا في بالي
تلكَ المحاجرُ قد سفكنَ دمي فهل
ينسى القتيلُ خناجرَ القتال
فبفضةِ النحرِ العيونُ رشين قا
ضي الحبِّ واستقضينه بوبالي
مقَلٌ غَزلنَ ولي بذاك نسجن من
قطن المشيبِ عليَّ ثوبَ خَبال
واللهِ ما كبرًا مشيبيَ انَّما
غدرُ الزمانِ مشيبُ الاطفالِ
وكذا اغتيال الصاحبين فانَّهُ
امضى واقتل من ظبي ونبالِ
كلٌّ رمى بالغدر معروفي سوى
ذاك الموافي من بني الدلَّالِ
اعني بنصر اللهِ من هو في الحجى
بدرُ الكمالِ وفي الصبي كهلال
شهمٌ رآهُ الدهرُ اخلق بالعُلى
فهوى عليهِ بها بدون سوالِ
وامدَّهُ كلَّ الرغائب وهو لم
يمْدُدْ يدًا فالحرُّ غيرُ مبال
سيان اكثارٌ واقلالٌ لمن
يعطي ولا يبسط يدًا لنوالِ
من لي بهِ ركن الحجى بيراعهِ
قد قرَّب القاصي وادنى العالي
جمع العلوم فكانَ بحر معارفٍ
تطفو عليهِ بوارجُ الآمال
وجرى يمزقُ بالسنى حجبَ الدجى
فاستطلع الايامَ دونَ ليالِ
وحوى المفاخرَ فهو قطبُ كرامةٍ
دارت عليهِ دوائرُ الإجلالِ
ضحكت ثغورُ العلمُ والعلما بهِ
وبكت عيونُ الجهل والجهالِ
ذو منطقٍ امضى من الهنديِّ لم
يضرب بهِ إلَّا طلى الأشكالِ
هو من أصول الفخر غصنُ مكارمٍ
ما زال ذا ثمرٍ بغير زوالِ