صفحة:مرآة الحسناء.pdf/227

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۲۲٣

إن الغرَامَ لمن لم يصطبر محنٌ
لكن لذي الصبر منحاتٌ وتجميلُ
وراحةُ المرءِ بالصبر الجميلِ على
أكدارهِ فاجتلاءُ الصفوِ مأمولُ
لكلِّ حالٍ بهذا الدهرِ مُنقَلبٌ
وعادةُ الدهر تغييرٌ وتبديلُ
يرجو البقاءَ على السراءِ كلُّ فتًى
هيهات ما ذاكَ للإنسان مبذولُ
وكم شقا لنعيمٍ قد غدا سببًا
وربَّ بؤْسٍ عن النعماءِ معلولُ
ذو العقل في معرك الأقدار مقتدرٌ
لكنَّ ذا الجهلِ مغلوبٌ ومغلولُ
وعقلُ ذي الحزمِ مرآة الأمور بها
يرى الحقائق والمجهولُ مجهولُ
وقيمةُ المرءِ علمٌ زانهُ عملٌ
وحكمةٌ لا كما قيل المثاقيلُ
من يطلبِ العلمَ لا يهوَ الثراءَ فلا
يباعُ في سوقهِ إلَّا الأباطيلُ
أخو الدرايةِ بالإقلالِ مُنتدَبٌ
وذو الجهالةِ بالأموال مرذولُ
والجهلُ إن مدَّ بين الناس شوكتهُ
فالعاقلُ الفردُ سيفٌ سلهُ الجيل
شهمٌ حزومٌ لبيبٌ فاضلٌ فطنٌ
ندبٌ أديبٌ بماءِ اللطف مجبولُ
من يلقهُ يأَلف البشرى فطلعتهُ
روضٌ بظل الصفا والبشر مطلول
تركَّبَ الحسنُ والحسنى بهِ فسما
فخرًا وليس لذا التركيبِ تحليلُ
هوَ الأديبُ الذي شاعت براعتهُ
فينا فتاهت بذكراهُ البهاليلُ
لكلٍّ معنًى دقيقٍ شعرُهُ مَلِكٌ
عليهِ من رقة الألفاظِ إكليلُ
ورقَّةُ الشعر للحوباءِ كاسُ طلًا
وللمسامعِ تهليلٌ وترتيلُ
فذٌّ بمصر تسامى بالعلوم فيا
سكَّانَ مصر على حُسَّادكم صولوا