صفحة:مرآة الحسناء.pdf/228

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٤

إذا رأى فهناك الحزمُ قامَ وما
لثابت الرأي منهُ قطُّ تحويلُ
أبدى التواضعَ إذ حاز العلا فلكم
لهُ من الناس شكرانٌ وتبجيلُ
بمن تمثَّلَ ذا الشخص الفريد أيا
قلبي فقد جُمِعَتْ فيكَ التماثيلُ
يا أيها العَلَمُ المهتزُّ جانبهُ
بالفضل كم ليَ منكَ اليوم تخجيلُ
بعثتَ نحوي بضيف المدح وا خجلي
فلا قرًى غيرُ قلبي وهوَ مهزولُ
لم أدرِ هل ذاك مدحٌ أم هجًا لي إذ
لا أستحقُّ وللأشكال تأويلُ
منظومةٌ منك قد جاءَت تتيهُ على
درٍّ تحلَّت بهِ عذراءُ عُطبُولُ
فقمتُ أبسطُ أعذاري لها وأنا
نضوَ السقامِ وفيها البرءُ محمولُ
ورحتُ أهديكَ شكرًا قد غدا شغلى
ما صاح فوق رُءوس الأيك زغلول
وقال
يا للصبابة كلُّ السحر في الكحلِ
هذا الذي قد رمى هاروتَ بالخجلِ
هُوَ الهوى فخذوا حذرًا فكم مهجٌ
بهِ على مُقَلٍ سالت من المقلِ
للأعين السود بيضٌ لا تقلُّ فإن
يضربن قلبًا فماذا ضربة البطل
ينفثنَ سحرًا على لوح الفؤَادِ لهُ
طلاسمٌ تنجلي والسرُّ غيرُ جلي
تلك العيونُ التي ما ملَّ قلب فتًى
من وقعها أصبحت تشكو من المللِ
ضعيفةُ الحيل تزري الأسد قوتها
في فتكها الصبُّ أضحى فاقد الحيلِ
ولا مغازلةُ الألحاظ ناعسةً
ما بت أسهرُ طول الليل في الغزلِ