صفحة:مرآة الحسناء.pdf/23

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩
قافية الباء

حيثُ الطبيعةُ قد حمت أسرارَها
بقوى السموِّ فلم تغادرْ مذهبا
فمن ابتغى ادراك ذلك لم يكن
الا كطفلٍ للقراع تطلَّبا
حتى هرعتُ إلى التفرُّد قاصداً
ترجيعَ أفكارٍ شردنَ تعجُّبا
فالكتبُ تدعوني بأَلسنة الهُدَى
لوصال أبكار القرائح في الخبا
وإذا توقَّد خاطري أصبو الى
سير الحدائق كي أنال ترطُّبا
والأرضُ لولا سيرُها الدورين ما
طاقت لهيب الشمس بل كانت هبا
يا ليلةَ البين التي قد أظلمتْ
وبها لقلبيَ ذكرُ صحبيَ عذَّبا
جُنَّ الدجى والأفقُ عبَّس وجههُ
والجوُّ أزبدَ بانسحاب وضبضبا
حيثُ الصواعقُ كالقنابر كلما
صاحت تزلزلت الشوامخ والربى
خضنَ الفضاءَ وغصنَ في لجج
الغمامِ وإذ نفذنَ بعثنَ ريحاً قلّبا
خوفَ الظلام عرى الطبيعةَ فانبرت
ترمي صواعقها لتفني الغيهبا
ظلمٌ بهنَّ الأرضُ في جوف السما
ضاعت وأضحى الكونُ هولاً مرعبا
حتى أذا ما البدرُ لاح مبدداً
سُحُبَ الدجى سلَّى القلوب وطيَّبا
كمليحةٍ برزت بثوبٍ أسودٍ
تُجلى وتقصد أن تزيحَ تنقُّبا
فأذا أفاضَ الفجرُ ماءَ نضارهِ
وغدا بهِ كفُّ السماءِ مخضبَّا
والصبحُ مدَّ على الجبال لُجينهُ
وبهِ جبينً الأفق لاح معصبَّا
تستبشرُ الدنيا بسُلمٍ جدَّ ما
بين السما والأرض فليتطيَّبا
وقال
أذا رأيتَ أديباً في مجادلةِ
يحاولُ الشتمَ قُل هذا بلا أدب