صفحة:مرآة الحسناء.pdf/232

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٨

صواب الكلام
لئن ضاق صبري في هوى هند كالحجلِ
فقد طاش مثل المرطِ من حصرها عقلي
رداحُ كعابٌ صاغها الله للهوى
كما شاءَ تمثالًا تنزه عن مثلِ
يُذِلُّ نبيلَ القدر عزُّ جمالها
ومقلتها ترمي بأنفذ من نبلِ
إذا خطرت والخصر يقلق متنها
عجبتُ لحزنِ كيف يقلقُ من سهلِ؟
أتتني وقد راض الرضا صخرَ قلبها
تجرُّ ذيولَ العجبِ والتيهِ والدلِّ
ولم يكُ في الحي الذي ضمَّ شملنا
رقيب سوى المنشور والنرجس الخضلِ
فعانقتها ضمَّا وهصرًا كأنني
أعانقُ غصن البانِ فوق نقا رملِ
أقبلُ خديها وأرشف ريقها
فمن ثغرها خمري ومن خدها نقلي
وعاذلةٍ قالت جنيت بلثمها
فقلت نعم ورد الحيا ساعةَ الوصل
جنيت لذيذ الوصل حلوًا معطرًا
لعمري فهل أهفو إلى حنظل العذلِ
ومذ نقلت عيني إلى القلب شكلها
فأدركهُ فهمي وصدقهُ عقلي
جرى الدمع برهان الهوى متسلسلًا
وقامت ضروب الحب من ذلك الشكلِ
فما عدل اللاحي الذي قد نعى الهوى
فقد قل بين الناس من سيم بالعدلِ
أمِلْ يا خليَّ البال سمعًا إلى الملا
فتسمع شكوى الظلم تأتي من الكُلِّ
فقد عاش قبح الجهل والزور والغوى
ومات جمال الرشد والحقِّ والفضلِ
ولم يبقَ في الدنيا سوى ذي تعصبٍ
يودُّ ضياع الفضل حرصًا على الرذلِ
إذا رمتَ يومًا أن تميتَ قبيلةً
فبثَّ بها روحَ التعصبِ والجهلِ