صفحة:مرآة الحسناء.pdf/233

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٦

وهل أبطل الإنصاف واستعبد الورى
سوى الجهل؟ إن الجهل مجلبة البطلِ
لقد صال سيف الشرِّ والإثم والخنا
على الأرض حتى عوملَ الشرع بالفعلِ
وغامت سماءُ العلم وانكسف الهدى
وما زال حتى اغرورقَ الناس في الظلِّ
لنا كل يومٍ بدعة من جهنمٍ
بها جاءَ شيطان الخديعة والختلِ
رأتنا العدى كالنحل فاغتلنَ شهدنا
وليت لنا دون العدى إبر النحلِ
فما شأننا نحن العراة عن القوى
سوى شأن نمل ما خلا همة النملِ
أجارتنا، إنَّا ضربنا خيامنا
بمطلولةٍ بالويل لا بندى الوبلِ
فلا تعتبي إلَّا علينا ولا على
من استاقنا في أخشن السبل كالإبلِ
يرأَّس قوم لا رءوس لهم وذا
هو الخارج الجبريُّ من قسمة الأهلِ
لعمر أبي إنَّ الرئاسة ما لها
عيون فإن تترك تضل عن السبل
بوق الحبة
هو ذا جمالكِ فاقَ كلَّ جمالِ
فتدلَّلي يا ذاتَ كلِّ دلالِ
وتلفتي وتخطري يا من لها
جيدُ الغزالِ وقامةُ العسالِ
يا صورةً في الذهن قد طُبِعت ويا
نورًا على طور الحشا متلالي
لم أدرِ من أفعال لحظكِ بي سوى
تمزيق أحشائي بغير نصالِ
لكِ أعينٌ قد حيرت عقلي بما
فتكت وما عدَّت من الأبطالِ
رتع الصباءُ بها فأوقع نورها
في مهجتي فارتدَّ يحرقُ بالي
مُقَلٌ وقاها اللهُ كم قد أثخنت
كبدي بوقعِ ظبًا ورشقِ نبالِ