صفحة:مرآة الحسناء.pdf/235

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢١

حتى لزمت العشق في الدنيا وقد
أضربتُ عن شغلي وعن أعمالي
وغدوتُ أقطفُ زهرهُ فيروقني
طربًا وغيري هائِمٌ في المالِ
والظبيُ يرتعُ في الحدائق بينما
يتمرَّغُ الخنزير في الأوحالِ
قد طاب لي الغَزلُ الشجيُّ ولم يطبْ
لو لم يكن معناهُ عند غزالي
يا فتنةً خضعت لها دوَلُ النُّهى
وغزالةً صالت على الرئبالِ
ظنَّ العذول سلوتُ لا بلغ المنى
فدمي يحبكِ لا دمُ العذَّالِ
ولكم طرحتُ على السوى قلبي عسى
يسلو فأخلص من هوًى قتالِ
فيردُّ مندفعًا إليكِ كأنهُ
كرةٌ على صخرٍ هوت من عالِ
أين السلوُّ وكيف يرفع صوتهُ
يومًا على صوت الهوى المتعالِ
ما زلتُ أجني في الخفا ثمر الولا
من غصن قدِّكِ ذي الدلال الغالي
حتى ثناكِ الدهرُ عني عنوةً
نحو السوى وأقال عهدَ وصالي
يا ظبيةً كانت تجولُ مع الظبا
ما بالها تمشي مع الأوعالِ
أسفًا على ذاك الزمان وما حوى
من طيب أيامٍ وصفوِ ليالِ
ولَّى وجرَّعني أمرَّ كؤؤسهِ
وأعادني أبكي على أحوالي
لا عاد لي مما نعمتُ بهِ سوى
ذكرٍ توطَّنَ في فؤَادي البالي
ذِكرٌ أبى إلَّا الرسوخ إلى المدى
وأبى القضا إلَّا فنا آمالِ
اأسفًا على ذاك الهنا أسفًا على
تلك الغدوِّ البيض والآصالِ
فكأَنَّما ذا الدهرُ أقسمَ وهو لم
يحنث بشرٍّ أن يديمَ قتالي