صفحة:مرآة الحسناء.pdf/251

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤٧
إن تكوني رضيتِ موتي أحيا
بوداد الأجلِّ نجل الكرامِ
الصديقُ الصدوقُ ذو الودِّ من قد
شاع فضلًا وعزة في الأنامِ
علمٌ كالشهابِ أمسى على الشهــبآءِ
م تهدى أنوارهُ للشامِ
يا فريدَ الصفاتِ تفديك نفسي
وفداءُ المحبِّ للحب سامِ
زدتَ في الودِّ فانتميتُ إليهِ
إنما الود خصلةٌ للكرامِ
ترجمانًا بكل حق لقد صرت
م فحزت السنا ونلت التسامي
جعل الله ذا عليك أيا بغــية
م روحي مباركًا للدوامِ
وحماك الرحمن من كلِّ بؤْس
ما تمشت في الروض روحُ الخزامِ
يوم الوَدَاع
أما لِعُرَى البعادِ يرى انفصامُ
وما لتشتُّت الشمل الْتئَامُ
متى يجلَى ظلامُ البعد عنا
بنور القربِ لا كان الظلامُ
أرقتُ الليلَ يا أحباب شوقًا
إليكم والمتيمُ لا ينامُ
أبيت ومقلتي تصبو ودمعي
صبيبٌ والفوادُ بهِ اضطرامُ
سلوا ريح الصبا عن حال صبٍّ
عليلٍ لا يبارحهُ الغرامُ
أيا من قد شددتم مذ رحلتم
رحالًا فوقها البدرُ التمامُ
إذا كنتم بَعدْتم عن عيوني
ففي قلب المحبِّ لكم مقامُ
إليكم بالنوى قد ذبتُ شوقًا
وصبري قد قضى لكمُ الدوامُ
يخاصمني الهوى فيذيعُ سرِّي
ويُظهر باطنَ المرءِ الخصامُ