صفحة:مرآة الحسناء.pdf/252

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤٨
بفرقتكم بشاشتيَ اعتراها
وجومٌ واعترى المُقَلَ انسجامُ
رويدكَ يا زمان البين إني
أخو جَلَدِ وللجَلَدِ التزامُ
طوى هذا النوى جلباب صبري
مذ انتشرت على السَفح الخيامُ
وقفتُ على الحمى والقلبُ يُصلى
غرامًا كلما يشدو الحمامُ
أطلُّ على الطلولِ الدمعَ حتى
يُخَيَّلَ أنَّ أجفاني غمامُ
وأرسلُ ناظريَّ لكل شعبٍ
فتعتجب الجنادلُ والآكامُ
هناك على المطيِّ سرت بدورٌ
توارت في سجوفٍ لا ترامُ
لحا اللهُ البعادَ ففيهِ نومي
نأَى وعلا على جسمي السقامُ
سقى صوب العهادِ عهودَ قومٍ
لهم مني المودَّةُ والذمامُ
همُ الصحبُ الذين نأَوا فحلت
بي الأسقامُ وارتحل المنامُ
ولما شيعوا الأحداج شاعت
صباباتي إليهم والهيامُ
يدُ البرحاءِ قد عبثت بقلبي
فَمَنْ لأخي شجونٍ يا أنامُ
على يوم الوداعِ نفقتُ صبري
فجاءَ عليَّ من كلٍّ ملامُ
وحسنُ الصبرِ حصنٌ للفتى إذ
غدا لمصائبِ الدَّهرِ ازدحامُ
وكيفَ يكونُ لي جَلَدٌ وأهلي
نأَوا ولبعدهم وهتِ العظامُ
متى يومُ اللقا يروي فؤَادًا
بهِ من لوعة البرحا أوامُ
عليكم سادتي مني سلامٌ يفوح
بطيبِ نفحتهِ الخزامُ
سحابُ الفضل منكم راح يهمي
وفضلُ الغير دونكمُ جهامُ