صفحة:مرآة الحسناء.pdf/256

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٢
أنتمُ غاية قصدي والمنى
وبكم ما زلت صبًّا مستهاما
فأديروا خمرة الوصل عسى
يشتفي قلب عليهِ الحب داما
سادتي طالت مواعيد اللقا
فإلامَ أرقب الصبح إلامَ
ليس لي ميلٌ إلى غيركُمُ
فعلامَ ميلكم عني علامَ
عجَبًا روض رضاكم ماحلٌ
رغم أجفانٍ لهُ أضحت غماما
غدركم علمني حفظ الوفا
إذ جعلتم يقظةَ الودِّ مناما
وأنا باقٍ على العهد فيا
ليت قلبي لم يكن يرعى الذماما
كلما رمت سلوَّا عنكم
غلب الوجد على القلب فهاما
كيف أسلوكم وعقلي تائهٌ
بهواكم والحشا تصلى اضطراما
وعلى ناديكم كم وقفةٍ
لي أنادي الحيَّ إذ باتوا نياما
أَسأل الجدران عنكم والثرى
والدجى يحتال أن يصغي الكلاما
كلما أومض من أفق الحمى
بارقُ قابلهُ الدمع انسجاما
لا يفيد الدمع مقتول الهوى
لا ولا الزفرة توليهِ مراما
مقلتي والحسن ضِدَّان فذا
يقتل الصبر وذي تحيي الغراما
واللقا والبين نارٌ وندًى
ذاك يشفيني وذي تفني العظاما
أيها الهائم في وادي الهوى
عللِ النفس ولا تسمع ملاما
انظرِ الحسن الذي تعشقهُ
يطرد اللومَ ويستبقِ الهياما
يا بدورًا من بروج الحسن إذ
طلعت تسبي بمرآها الأناما