صفحة:مرآة الحسناء.pdf/257

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٣
لو علمتم ما بقلبي من جوى
لعحبتم كيف لم ألقَ الحماما
فإذا رمتم قتلي فاحفظوا
مهجتي فهي لكم أضحت مقاما
إنني صرت غلامًا لكم
فارحموا باللهِ ذياك الغلاما
هجركم سهمٌ وقلبي هدفٌ
وهواكم بطل يرمي السهاما
كم وكم مذ غبتمُ عن نظري
هاجني الشوق فناوحت الحماما
ولكم ناجتني الأوصاف مذ
نشر الحادي على السفح الخياما
إن أكن زوَّدتكم من جلدي
أفتشفون من الدمع الأواما
لا رعى الله أوَيقات النوى
فهي قد أورثت القلب ضراما
وسقى العارض أيامًا بها
كنت من حان اللقا أُسقى مداما
لا جفاكِ الغيث يا دارَ الهنا
كم لنا أينعت بردًا وسلاما
طالما بت على بسطكِ مع
كل ظبيٍ يخجل البدر التماما
لم أزل ألثم بدري في الدجى
بكِ حتى يكشف الصبح اللثاما
وأرى الشهب توارت في الخبا
جزعًا أن ينتضي الفجر الحساما
حيث وجه الجوِّ تنشق لهُ
حجب الليل فيفتر ابتساما
ونسيم الصبح من ذاك الحمى
خطرت حاملةً نشر الخزامى
في رياضٍ لطلاها قد حبا
هاطل الطل نثارًا ونظاما
يعطف الآس على البانِ إذا
رنحت ريح الصبا منهُ القواما
والغدير العذْب يجري سلسلًا
فيسلُّ الهمَّ منا والسقاما