صفحة:مرآة الحسناء.pdf/26

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢
قافية الباء

واشوقَ قلبي لأحبابٍ نأَوا فأتى
لدرّ دمعي لصُّ البين ينتهبُ
زموا الرحالَ غداة البين وارتفعوا
على قويقٍ فعاد الغمُّ ينتصبُ
وقد أساروا مطيَّ البعد مثقلةً
فراحَ قلبيَ نحوَ الركب ينجذبُ
يا أيها الصحبُ قدأودى التبرحُ بي
وقد أضاع احتمالي ذلك الوصبُ
ما حمَّل الله نفساً فوق طاقتها
فكيف أحمل ما يعفو بهِ العصبُ
أنتم خسفتم رشادي بالرحيلِ كذا
حادٍ لكم مسَّني من شدوهِ العطبُ
لا يخسفُ البدرُ في قوس الحضيض ولا
في الأوج بل للخسوفِ الراس والذنبُ
فها ترون رؤُوس السرو في حلبٍ
تدعو تقربكم ما الريح تنتشبُ
كذاك قلعتنا العجبآءُ باسطةٌ
لقربكم ساعديها وهي ترتقبُ
حصنٌ أقام بجوفِ الأرض أرجلهُ
اذ قد أحاطت بعالي رأسهِ السحبُ
فكم على صدمات الدهر قد صبرت
أسوارهُ حيث لم يصدَع لها جنبُ
ها أنتِ يا قلعةَ الشهباءِ لحتِ لنا
مثلَ الشهابِ وها فيكِ ازدهت حلبُ
فكم عليكِ ملوكُ الأرض قد نصبت
راياتِ حربٍ ولم ينجح لهم نصبُ
كأنَّ عنوانَ يوَّابٍ وقاكِ لذا
عاد التمورلنكُ فِي الخيباتِ ينتحبُ
كذا لوت بالصليبيين قهقرةٌ
لما أتاكِ صلاحُ الدين والعربُ
لم يبقَ من أثرٍ تزهو بهِ حلبٌ
يوماً سواكِ فلا أرداكِ منقلبُ
على جبينكِ أيدي الدهرِ قد كتبت
حوادثاً لم يخامرْ نصها الكذبُ
كأنها حين تبدو ضمنَ خندقها
بدرٌ على ها لةٍ جوفاءَ منتصبُ
أبقي على وجهها صدمُ الوغى أثراً
يدعو الرثاءَ وتشويها بهِ الكربُ