صفحة:مرآة الحسناء.pdf/262

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٨

ترك الذمام
خنتمُ العهد ولم ترعوا ذماما
فإلى مَ القلب يرعاكم إلام
أسفت نفسي على دهرٍ مضى
بهواكم حيث لم تبلغ مراما
إن غدا الغدر حلالًا عندكم
فهو عند الكل قد أضحى حراما
ما عليكم قط مني عَتَبٌ
بل على قلبٍ بكم ضجَّ وهاما
إنني ملكتكم قلبي فلم
تحرسوا الملك ولم ترعوا مقاما
كم سهرت الليل أرعى حبكم
ولكم قاسيت وجدًا وهياما
ليت ذاك الحب لا كان ويا
ليت حسن الوجه لا يسبي الأناما
كم بدا الحسن على لومٍ فكم
من كرامٍ يستحبون لئاما
عزة النفس دعت قلبي إلى
ترككم إذ خنتم ذاك الذماما
ففؤادي قد سلاكم وعلى
رغم سلطان الهوى عفت الغراما
كانت النفس لكم عاشقةً
حين كنتم عروةً تأبى انفصاما
فبمن عوضتموني يا ترى
هل تخذتم عوض النور ظلاما
يا ربوعًا قد رعى غيري لها
لا سقاكِ الله من بعدي الغماما
كنتِ للآساد غاباتٍ وها
للكلاب اليوم أصبحتِ مقاما
لا سقى الوسميُّ دارًا جاورت
بنواحيها لئامًا لا كراما
رحلت عنها مطايا السعد مذ
ضربت فيها ذوو النحس الخياما
وقف الحاسد فيها شامتًا
إذ رأى الأحياءَ قد صارت رماما