صفحة:مرآة الحسناء.pdf/263

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٩

ليت مبدا الحب لا كان
ولا نظرت عين حسودي ذا الختاما
الوفاءُ
كفى لحاظكِ أن تسعى بهدر دمي
وحسب قلبيَ ما يلقى من الألمِ
صبرت في الحب حتى لات مصطبري
وكيف يصبر مطروحٌ على الضرمِ
أما وعينيكِ إن الحب شنشنتي
أليَّةٌ هي عندي أشرف القسمِ
بئس الوشاة فإن المين عادتهم
قد اتهموني بأمرٍ ليس من شيمي
شكرًا لهجرك إذ ألقى المشيب على
فودي فهذا بياض الوجه في التهمِ
بالله يا صنم الحسن البديع صلي
صبًّا بحبك يدعى عابد الصنمِ
صبٌّ برتهُ النوى والدهر حدبهُ
حتى غدا في الورى كالسيف والقلم
وغادرتهُ بنات الدهر مقريةً
روحًا بلا بدنٍ لحمًا على وضمِ
إليك عني وحوش الخطب ما أنا من
يسدُّ جوعًا قد استسمنت ذا ورمِ
مهما فتكتِ فلا ألو الثبات على
مودة الشهم جرجي ثابت القدمِ
فرع الأكارم غصنٌ بالرياض نشا
أثمارهُ جئن من لطفٍ ومن كرم
زاكي الخصال، عريق الأصل، ذو شيمٍ
بيضٍ تحاكي الدراري في دجى الظلم
لهُ النباهة دانت والنُّهى خضعت
والفضل منهُ جرى كالهاطل العرم
راحت بهِ ألسن النعماءِ منشدةً
فعاد أشهر من نارٍ على علمِ
فاق الغزالة بشرًا والسها هممًا
فجلَّ في الحلتين الحسن والهممِ
بهِ اغتنيت عن الأصحاب قاطبةً
فهو الوفيُّ حفيظ العهد والذممِ