صفحة:مرآة الحسناء.pdf/266

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٢

حكى حول الكثيب سوار خودٍ
بمعصمها الفخيم لهُ اعتصامُ
وما أحلى النسيم تهبُّ صبحًا
فينتعش المشوق المستهامُ
هنا يحيا وينعم كل بالٍ
فلا حزن يليهِ ولا حمامُ
هنا وجه الطبيعة في ابتسام
وليس يزول هذا الابتسامُ
هنا لي في ضحى عشقي مقيل
أحاول فيهِ أن يخبو الضرامُ
أقيم بهِ مدى عمري فريدًا
إذا ما عزَّ في قومي المقامُ
وبينًا كنت في سكري صريعًا
بذا الوادي ولا خمر وجامُ
شريدًا ما لأفكاري قرار
أروم ولست أدري ما المرامُ
ويكتب في الثرى جفني شجوني
بحبر دمي فيقرؤها الحمامُ
إذا بنت الصباح بدت وحيت
على الدنيا وحيتها الأنامُ
فغار النجم وامَّحت الثريا
وأخفى وجههُ البدر التمامُ
ولاح من الظلام الكون يزهو
كزهر عنهُ تبتسم الكمامُ
وراح الظل يهبط في المهاوي
ويستعلي على القمم القمامُ
عبيرٌ فاح قلت: من الموافي
فما هذا بشامُ أو ثمامُ
إذا صنم الجمال بدا أمامي
وقال عليك يا عبدي السلامُ
فكدت أطير من فرحي شعاعًا
وراح من الجوى يجف القوامُ
وقد أطرقت ذهلًا واندهاشًا
وزاغ وزاغ في فميَ الكلامُ
وخلت القلب فرَّ وطار عني
وضاع الحزم وانحل الحزامُ