صفحة:مرآة الحسناء.pdf/267

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٣

مهاةٌ همت وجدًا في هواها
وكم هامت على الأهواءِ هامُ
وحين بدا لها ذهلي وبهتي
ولجلجتي ووجدي والهيامُ
عطت بالجيد وابتسمت بلطفٍ
وكررت السلام كما يرامُ
وحاولت الجواب فكيف يحلو
جوابٌ من فمٍ فيهِ فدامُ
فقالت: هل يروقك بعد وصلي
شرودٌ عن شهودي وانهزامُ
فقلت لها: جديرٌ أن تقولي
أراقك بعد هجري الالتظامُ
نعم قد راقني بجفاك هتكي
فمنك اليوم قد هتك الذمامُ
لذلك لذَّ لي عنكِ انفرادي
ورُبَّ تفرُّدٍ فيهِ اغتنامُ
فقالت لي: متى صدي وهجري
وأين وكيفَ ذلك يا همامُ
فقلت لها: أنا أعتدُّ هجرًا
أقلَّ جفًا بهِ قلبي يضامُ
وأحسب كل لفظٍ منكِ يقسو
كلامًا في الفؤَاد لهُ كلامُ
ولا عجبٌ فذا مما بصدري
من الوسواس فيكِ فلا أُلامُ
فقالت: والذي أنشاك صبًّا
لحكمتهِ على نفسي احتكامُ
أنا ألقى الذي تلقى ولكن
أرى أن الهزيمة لا ترامُ
فقمنا في اصطلاحٍ بعد عتبٍ
لهُ في القلب قد فتح الصمامُ
وسرنا والشجون على التصابي
يعالجها عناقٌ وانضمامُ
هناك كسرت قوَّات التجافي
بسيفٍ ليس يعروهُ انثلامُ
فسيف العقل في الدنيا لسانٌ
وسيف الجهل وا أسفي حسامُ