صفحة:مرآة الحسناء.pdf/270

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٦

حتى غدا العاصي مطيعًا للبكا
بأنينهِ وقويق جارته الغمم
كانت جبال المجد عاليةً وقد
دكت فوا أسفا على ذاك الشمم
وغدا سرور الناس حزنًا هائلًا
واثارت النوح العظيم ذوو النعم
وقد اكتسى ثوب المذلة والضنا
من كان مكتسيًا بجلباب الكرم
ما جلقٌ إلا كمكة بالتقى
أيحلُّ سفك دمٍ بأبواب الحرم؟!
رعيًا لكم يا ساكني حلبٍ فما
زلت بكم قدم ولا خنتم قسمْ
والجار ملتزم بإخلاص الوفا
للجر في البلوى فبينهما ذممْ
نكث العهود أفاض دمعًا دونهُ
فيض الغمام فكم ترقرق وانسجم
لم تلقَ غير مزملٍ بدمائهِ
يبكي وآخر راح يذبح كالغنمْ
ضرمت بأفئدة الورى نار البلى
فأتى فؤاد العدل يطفي ذا الضرم
حكم إذا ساق الزمان على الورى
جيش المصاب يردهُ بقوى الحكم
أبدى لإصلاح الرعية جهدهُ
كابٍ بتربية البنين قد التزمْ
فعنت لصولتهِ البلاد، وكيف لا
تعنو وقد شهر المهند والقلمْ
والحكم ملح الأرض يصلح ما بها
من فاسد الاخلاق إذ لولاهُ لم
لولا قدوم جلالهِ السامي إلى
هذي الديار لعاث بالناس العدم
مذ حلَّ جِلَّقَ كالشهاب أنارها
وجلا عن الشهباءِ هاتيك الظلمْ
فانجاب ديجور الشقاء وكان ذا
كفرٍ وصبح سنا النسيم قد ابتسم
نقل العباد من العناءِ إلى الهنا
وأعاد شأوهُم إلى أعلى القممْ