صفحة:مرآة الحسناء.pdf/272

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٨

ظبي يصيد بطرفهِ أسد الشرى
فاصطادهُ أسد الحتوف الهائمُ
ظبي لهُ الأكباد كانت مرتعًا
فقضى ووسدهُ التراب الكاظمُ
فلتندبنَّ النادبات عليهِ ما
ناحت على أفنانهن حمائمُ
أسفًا على ذاك الشباب وما حوى
من رقةٍ منها تفوح نسائمُ
أسفًا على ذاك الشباب فقد ثوى
ومشت عليهِ دبائب وبهائمُ
يا أعين الغيد التي افتتنت بهِ
نامي فها تلك العيون نوائمُ
ولأَنت يا خود الخدود تأملي
كيف الخدود خبت وفرَّ اللاثمُ
ولربَّ موتٍ شطَّ في شيب الفتى
عنهُ وطورًا في الشباب يزاحمُ
كالدهر فهو لذي الغيور مواصلٌ
ولذي الجهاد مباعدٌ ومصارمُ
ولذي الصلاح مقاتلٌ ومحاربٌ
ولذي الطلاح مصالحٌ ومسالمُ
نفس النفيس لدهرها مخطوبةٌ
وصداقها خطبٌ وضيمٌ دائِمُ
ماهذه الدنيا سوى مجموعةٍ
يلهو عليها جاهل أو عالمُ
دنيا تعلمنا علومًا دونها
راحت تحار خلائقٌ وعوالمُ
ما الموت إلا حاكم إن يحتكم
خضعت لديهِ غطارفٌ وضياغمُ
بطلٌ يكرُّ مدى الزمان مغازيًا
ولهُ نفوس العالمين غنائمُ
سحقًا لموتٍ في دجاهُ قد امَّحى
بدر بهِ كانت تضيءُ دياجمُ
أضحى لهُ بين القبور معاهد
ظبي لهُ بين القلوب معالمُ
لما بكتهُ الثاكلات عوابسًا
غنت بهِ الأملاك وهي بواسمُ