صفحة:مرآة الحسناء.pdf/277

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٣

فرقت بهِ الملكية العليا إلى
أوج العلا وزهت على الأقرانِ
لا ريب فهو لجسم ملتهِ غدا
نفسًا تحاكي النفس للأبدانِ
يبدو تواضعهُ بقدر سموِّهِ
مثل الشهاب يلوح في الغدرانِ
وجب المديح لهُ وكلٌّ منشدٌ
لمديحهِ فلذاك غار لساني
لكنني هيهاتَ أقدر أن أفي
حقًّا يفوق على قوى إمكاني
كملت خلائقهُ وطابت عنصرًا
فكأنها صيغت من الريحانِ
وسمت نباهتهُ التي تهدي السنا
ورقت إلى أرقى من الدبرانِ
فذكاؤُهُ السامي وسالم حزمهِ
طبعا من الأنوار والنيرانِ
حلت دراري الرشد في فلك النهى
منهُ حلول الشمس في الميزانِ
فجلى بحكمتهِ دجى غسق الغوى
كالنور يجلو ظلمة الأكوانِ
أسر القلوب بأسرها فعنت لهُ
بالقوتين العقل والبرهانِ
لطفت مكارمهُ فزان لهُ الملا
إكرامهم في أثقل الأوزانِ
جلَّ الذي أنشاهُ من عقلٍ ومن
علمٍ ومن لطفٍ ومن إحسانِ
لو تعلم الجوزاءُ شأو مكانهِ
خرت لهُ طوعًا إلى الأذقانِ
أو لو درت شمس السماءِ رشادهُ
قالت حماهُ الله من طغيانِ
آهٍ على تقبيل طاهر ذيلهِ
لأرى شفاي من العضال الجاني
وأروح في فرحٍ بحسن السعد ما
سرت الصبا وتعاقب الملوانِ
فأدم عليَّ دعاكَ يا قدس التقى
دامت سنوك لأطول الأزمانِ