صفحة:مرآة الحسناء.pdf/278

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٤

هوى النفس
حدثي يا ورق عن شجني
واشرحي فني على الفننِ
وأنشدي ما هب ريح الصبا
نغمة العشق على أذني
غردي ما دمتِ ظافرةً
باليف عنكِ لم يبنِ
واهطلي يا سحب عن غبرتي
كلما جزتِ على الدمنِ
دمنٌ بين ربوعٍ عفت
بعد سير العيس بالسكنِ
بقطينٍ في فراقهمِ
مفرقي أصبح كالقطنِ
يا طلولًا بعدهم درست
وغدت أنحل من بدني
آهٍ من جور العباد فذا
محنةٌ من أعظم المحنِ
زمنٌ قاسٍ أتاح النوى
تلك حقًّا عادة الزمنِ
جعل البين بديل اللقا
وسهادي بدل الوسنِ
ذكر الله الأُلى بعدهم
مدمعي كالعارض الهتنِ
آثروا الغربة لكن لهم
في فؤادي سكنة الوطنِ
أودعوني حين ودَّعتهم
لوعةً أسكنتها سكني
ساءَ عيشي دونهم فهو في
سقرٍ لو كنت في عدنِ
ليت شعري! هل تراهم دروا
أنني للعهد لم أخنِ
لست أنسى العهد لا والذي
زين الإنسان بالفطنِ
آهِ وا شوقي لبدرٍ وإن
بانَ عن عينيَّ لم يبنِ