صفحة:مرآة الحسناء.pdf/282

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٨

ما خط أشكال الأراضي سوى
تقلباتٍ أحدثتها السنونْ
فسوف تفنى كل مملكةٍ
وسوف يبلي الدهر كل المتونْ
وسوف يخفى كل حيٍّ ومن
آثارهُ تظهر غير عيونْ
طوفان ماءٍ كان قدمًا كذا
طوفان نارٍ بعد سوف يكونْ
فكم جرى هذا القضا ولهُ
في الأرض آثارٌ تراها العيونْ
فكيف قد شاد الورى مدُنًا
على اضطرام الأرض ضمن البطون
قد كردسوا الصخر على هامهم
وأصبحوا تحت القضا يرقدونْ
تمدن الإنسان يا ويلهُ
تمدنًا ما هو إلا جنونْ
قد جلب البلوى على نفسهِ
بألفةٍ قد أورثتهُ الشجونْ
ذي ألفةٌ ساقتهُ قهرًا لأن
يصاحب الدهر العدو الخئون
فكم بها حرٌّ لعبدٍ عنا
وكم غدا عالٍ أسيرًا بدونْ
أما ترى ألوف هذا الملا
أسرى لأفرادٍ بها يفتكونْ
قد ظلموا واستكبروا وبغوا
وقد أتوا من شرهم بفنونْ
وعظموا ألقابَ أنفسهم
ليكبروا بها وهم صاغرونْ
لا علم لي كيف الورى عبدوا
بغاتهم فذاك سرٌّ مصونْ
قد سلبوا أموالهم وغدوا
منها على لذاتهم ينفقونْ
ساقوهُم سوقَ النعاج إلى
مجزرة الغش ولا يشفقونْ
قد غفلوا عن كل صالحةٍ
لكن عن الفحشاءِ لا يغفلونْ