صفحة:مرآة الحسناء.pdf/283

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٩

فسوف يمحو الدهر دولتهم
وسوف يطوَون ولا ينشرونْ
وتقطع الأقدار دابرهم
فهذه غاية من يظلمونْ
فالناس عن أطوارهم نوَّمٌ
يا ويلهم إن نهض النائمونْ
فأي قومٍ أمطروا ظلمهم
ولم يصبهم من قصاص هتونْ
لا عتبٌ على غبيٍّ بغى
لكن على قومٍ لهُ يسعدونْ
كم فاسقٍ مرتكبٍ هام في
اطرائِه الراوون والكاتبونْ
يدعون سفَّاك الدما بطلًا
والجائر القاسي رءوفًا حنونْ
قومٌ يبيعون اللها باللها
وغير خسر الصيت لا يربحونْ
هم يقتلون الحقَّ وا أسفي
فسوف يبكون الذي يقتلونْ
قد لبسوا ثوبَ النفاقِ لكي
يخادعوا الله وما يخدعونْ
ومزَّقوا العدلَ، وخانوا التقى
ليحسنوا في عين والٍ خئونْ
يعزهم شخصٌ وتزري بهم
أمتهم فليتهم يعلمونْ
سوفَ يقوم الحقُّ من قبره
وتهتك الضوضاءُ ستر السكون
ويفتح الناموس دفترهُ
فكم لهُ على الأنام ديونْ
ما كان ليلٌ قط إلا لهُ
صبحٌ فما قد كان سوفَ يكون
وقال
يا قدودًا إذا انثنت فتنتنا
وعيونًا إذا رنت قتلتنا
وثغورًا تهدي فرائد درٍّ
ووجوهًا بالحسن قد سلبتنا