صفحة:مرآة الحسناء.pdf/284

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٨٠

دأبنا نعشقُ الجمالَ ونهوى
كل قدٍّ يسبي القنا أن تثنى
ومهاةٍ تدير من مقلتيها
أكؤُسًا طالما بها أسكرتنا
تخجل الغصنَ في النقا بقوامٍ
وبجيدٍ تزري الغزال الأغنَّا
آية الحسن وجهها فإذا لا
ح تقولُ العشاقُ قد آمنا
هي نورٌ بمقلتيَّ ونارٌ
بفؤادي وذاك حسًّا ومعنى
ذاتُ خدٍّ يفني القلوب وودٍّ
ليس يفنى فذات حسنٍ وحسنى
سبت القلبَ بالتجني وما أحلى
الحبيبَ الذي عليَّ تجنَّى
وأحلت بالهجر قتلي فمن ذا
يا خليلي يعين هذا المُعَنَّى
عذبت بالدلال قلبي ظلمًا
وهو في ذلك العذابِ تهنَّا
كلما هزَّ غصنَ قامتها الإد
لال حام الصبا عليهِ وغنَّى
ما أدار الشباب أحدقها إلَّا
وسهمٌ منهنَّ في القلب رنَّا
كيف يسلو تلك المحاسن صبٌّ
سحرتهُ سود العيون فجُنَّا
وإذا رمتُ أن أملَّ هواها
ضجَّ قلبي وقالَ كيف وأنَّى
ومحال أني أروم سلوًّا
عن كَعوبٍ تشاكل البدر حسنًا
أبعدتني فكيف أهنا بعيشٍ
وجفتني فكيف أغمض جفنا
وأذاقت قلبي بذاك النوى كُلـلَ م
عذابٍ فهل كمثليَ مضنى
والهوى كالزمان ما أطعم المرءَم
سرورًا إلا ويسقيهِ حزنا
جدت بالدمع للزمان عساهُ
بلذيذ اللقا يجود فضنَّا