صفحة:مرآة الحسناء.pdf/289

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٨٥

وتسربلت حللًا حلت من سندس
وتزينت بشقائق النعمانِ
والورد توجهُ النسيم من الندى
وقت الصباح بأفخر التيجانِ
وتصافحت أيدي الغصون بأيكها
طربًا، وغنى الطير بالألحانِ
يومًا بأجمل من جمال خدودها
لما غدت بالورد خير جنانِ
خودٌ ينال الغصن من أعطافها
لينًا وتلفت لفتةَ الغزلانِ
قالت: أقدي قد سباك بميلهِ
يا أيها العاني فقلت سباني
قالت: عمدت على مماتك يا فتى
فاخضع لدلي واحتمل هجراني
فأجبت: لا أخشى ولي غوثًا غدا
مولاكِ عبد القادر السلطانِ
العالم العلم الأغرُّ الفاضل م
النـنَدب الأبرُّ الكامل الإحسانِ
ذو فطنةٍ أضحت بأجسام النهى
روحًا وشمسًا في سما الأذهانِ
ذهبُ المعاني من معادن فكرهِ
أصحى برأس الشعر تاج بيانِ
بحر العلوم بهِ بدا موج الذكا
بدر الكرام وكوكب الأقرانِ
يا صاح، إن تسمع بذكر حديثهِ
أغناك عن مغنًى يضمُّ مثاني
لولا مصابيح الهدى منهُ محت
غسق الضلال ضللت بالطغيانِ
منهُ البلاغة لا يرام سموها
وفصاحةٌ فاقت على حسانِ
مصدام فرسان الطروس يراعهُ
كم سلَّ عند الكرِّ بيضَ معانِ!
علمٌ قد استغنى عن التعريف لا
يحتاج للتبيان والبرهانِ
قد أخجل الجوزاءَ في سبل الهدى
والضد ضاهى مشية السرطانِ