صفحة:مرآة الحسناء.pdf/29

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥
قافية الباء

أتلفَ الجسمَ حبها فكأَني
ما خَلَا الصبرَ بالضنا أيوبُ
دهشة الهوى
ماست فأورثتِ الفؤَاد عذاباً
ورنت فغادرتِ الجنانَ مصابا
غيدآءُ قامَ بها الجمالُ فان بدت
تسبي البدور وتسلبُ الألبابا
ماقيمةُ الأنوار ان لاحت وما
ثمنُ الغصونِ اذا انثنت اعجابا
رقَّت لطافتها وراق بهاؤُها
فرقت على قمرِ السماءِ جنابا
طرفي ومبسمها أقاما نسبةً
هذا غدا برقاً وذاك سحاب
مذ أقبلت تختالُ تحتَ قراطقٍ
وتديرُ من خمر الهوى أكوابا
عانقتُ غصناً مائساً من قدّها
ونشقتُ من أنفاسها أطيابا
وهمتُ ألثمُ خدَّها وعيونها
فلثمتُ لكن جمرةً وحرابا
تحنو عليَّ فلم تدع حركاتها
في القلب الاَّ صبوةً ولهابا
لما أدارت لي الكؤُوس وثغرها
يسقي النديمَ عن المدامِ رضابا
لم أدرِ هل سكري بخمرة كأسها
أم من لماها قد شربتُ شرابا
تدنوا فيلويها الدلالُ فتنثني
عجباً فتبقي في العقول عجابا
ولقد سقتني من شمول وصالها
كأساً بسلسال العناق مشابا
عطفت عليَّ فصيرَّت مني الحشى
ناراً وكان من الصدود ترابا
وشدت فأغنتنا عن المغنى الذي
قد ضمَّ عوداً مطرباً وربابـا
مذبات عشاق السماع بشدوها
متحيرينَ نوت لهم اغرابـا