صفحة:مرآة الحسناء.pdf/298

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩٤
غرامٌ قد أذاب الروح وجدًا
وأسكرني وما دانيت دنَّا
وشوقٌ قد أعاد القلب مني
صريعًا نادبًا طللًا ومعنى
تمنيت اللقا فأصبت بينًا
وما كلٌّ سيبلغُ ما تمنى
فهمت إلى الفلا وجننتُ عشقًا
كأني في زماني قيس لبنى
وتهت بكل نجمٍ إن تبدَّى
وهمت بكلِّ غصنٍ إن تثنى
ولم أنظر ظباءَ القفر إلَّا
وأذكر ذلك الظبيَ الأغنا
على قلبي أثار الحبُّ حربًا
فأتلفهُ فيا قلبي تهنَّا
فؤادي لا تضقْ بالحب ذرعًا
وذرْ عنك التضجَّر يا معنَّى
تأَنَّ وكن على البلوى صبورًا
فقد يجدُ الأماني من تأنَّى
رياح العشق بين الناس تجري
على أعلى وأوسط ثم أدنى
وبي أفدي مهاةً ذات وجهٍ
لهُ نورٌ من الأقمار أسمى
كأَن عيونها من كهرباءٍ
جذبنَ أخا الغرام وما دفعنا
تجنَّت بالدلال على فؤادي
وما أحلى الحبيب إذا تجنَّى
رداحٌ إن بدت ورنت وماست
حكت قمرًا وهنديًّا وغصنا
فإنَّ هزَّت معاطفها دلالًا
أذاقت مهجتي وخزًا وطعنًا
وإن نظرت إليَّ إخال سهمًا
من الأحداق في الأحشاءِ رنَّا
تزاحمت القلوب على هواها
ولكن غير قلبيَ ليس يهنا
فلا أبغي سواها وهي تأبى
سوايَ فبالدماءِ قد اتفقنا