صفحة:مرآة الحسناء.pdf/303

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩٩
وقال
غير بلوايَ لم يعد لي مدانِ
كل خلٍّ جفوتهُ وجفاني
وما لي نجيٌّ غير حسن الذي إذا
بدت غادرت كالقدم مقول سحبانِ
ولكن زمانُ الرغد يأبى دوامهُ
وكل نعيمٍ فوق هذ الثرى فانِ
فهمَّ عليَّ الدهر بالبين والنوى
وبدلَ أفراحي بغمٍّ وأحزانِ
وأجرى على رأسي سيولًا من العنا
فهبَّ نبات الصبر من قلبيَ العاني
فأوهج قيظُ الغيظِ حتى تيبست
يوانِع صبرٍ شبَّ في قلب إنسانِ
لحا لله دهرًا خال أني عدوُّهُ
فأوقعَ بي لكنهُ لم يشن شاني
وأبرقَ رأسَ العزم منيَ عنوةً
بعضبٍ لهُ تعنو رءوسٌ بتيجانِ
وأفرى بلا رفقٍ دروع تجلدي
بمرَّانِ جورٍ دونهُ كل مرانِ
رغبت الهدى فاشتقَّ منهُ ليَ الدَّها
فما كان عن هذه اللبانة أغناني!
جنيت على نفسي بكثر مروءتي
وهل أنا وحدي من على نفسهِ جانِ
إني خسرت الشوط مذ فزت بالهدى
وقد يقبل الفوز الكبير بخسرانِ
يعيرني قومٌ بجدِّي وهمتي
كما عيرَ النعسان أعين يقظانِ
فوا عجبي من قرطمٍ شان لؤلؤًا
ووا حيرتي من كل وانٍ وكسلانِ!
وليت ثيابي كنَّ سودًا فلم يبن
بها دنسٌ يأتي علي ببرهانِ
ولكنَّ ثوبي أبيضٌ مثل جبهتي
وما انسحبت إلا على الطهر أرداني
ولم يلقَ إلا الصفحَ منيَ قادحي
فإن جميع الناس أهلي وإخواني