صفحة:مرآة الحسناء.pdf/304

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٠٠
وإذا لم يصارم المرءَ خطبٌ
فهو خير الخلانِ والإخوانِ
إن تحطكَ الأرزاءُ حطها وإلَّا
فانطح الرأسَ منك بالحيطانِ
كل قرمٍ يمسي جبانًا إذا لم
يضحَ صخرًا أمام قرم الزمانِ
والشجاع الخميس بين الورى من
عندهُ الدهر والهبا سيانِ
واللبيب الخبير من ظنَّ سوءًا
بجميع الصحاب والخلانِ
لم أجد في الزمان خلًّا يوافي
يوم تأتي الأيام بالحدثانِ
أصدق الأصدقاءِ عيناهُ تندو
فرحًا كلما رأى أحزاني
كم عدوٍّ يسعى بزي صديقٍ
مثل سعي الثعبان والأفعوانِ
ليتَ شعري! ماذا فعلت مع النا
س وماذا اجترحت من عدوانِ
ليس لي جنحةٌ سوى أن فضلي
قد رماهم بالخزي والخذلانِ
يا لقومٍ لم يكفهم أن ودِّي
ضاعَ فيهم حتى بغوا ضيعاني
منذ سلمتهم يمامة قلبي
لم أخلْ أنهم من العقبانِ
خانهم كبرهم فخانوا ودادي
ليتني لم أشنْ بهم عزَّ شانِ
هم أذلاءُ يرفعونَ نفوسًا
هنَّ أدنى من أصغر الديدانِ
رزقوا قدرَ حفةٍ فأرادوا
أن يفوقوا بها على بهرمانِ
ربَّ نملٍ حوى جناحًا فأهوى
واقعًا حال نهضة الطيرانِ
يقبلون العطا ولو كيل تبنٍ
زه فهم من أكابر البعرانِ
لم يبالوا لجلهم بعظاتي
إنما الجهل آفة الإنسانِ