صفحة:مرآة الحسناء.pdf/306

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٢

قافية الها


دعوى الجهل

المرءُ خافٍ على من لا يعاشرهُ
هيهاتَ تدرك شيئًا لا تباشرهُ
وإن شرعت بأمرٍ كن متممهُ
خير الأوائل ما تمت أواخرهُ
ولا تكدر بما تدري ضمير فتًى
فلا فتًى غير من تصفو ضمائرهُ
لا فخرةٌ للفتى إذ قيل كان لهُ
ما بهجة الروضِ إن غابت نواضرهُ
من يفتخر فبما يحويهِ من حسنٍ
وفخرة الغمد عند الفتك باترهُ
لا يعرف الشيءُ إلا بعد خبرتهِ
ولا يدلُّ عن الإنسان ظاهرهُ
ألفتُ خلًّا وفيًّا خلتهُ فغدا
بعد امتحان أليفَ الحقِّ ناكرهُ
كم من عدوٍّ صديقًا كان منتدبًا
فابعد عن الناس واحذر من تعاشرهُ
غاض الوفاءُ فلا عهدٌ ولا ذممٌ
عند اللئيم ولا ودٌّ يجاورهُ
يسعى التي طالبًا جمع الثراءِ لهُ
وللثرى والبلى بالموت آخرهُ
ذو المال يفنى ولا يبقى لهُ أثرٌ
لكن أخو العلم لا تفنى مآثرهُ
كم تاجرٍ عمت الدنيا تجارتهُ
ثم استحالت إلى فقرٍ متاجرهُ