صفحة:مرآة الحسناء.pdf/307

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٣
ذو العقل والعلم لا يزهو لهُ عملٌ
لولا الجهول ولا تبدو بواهرهُ
والبدر لولا اعتكار الليل ما ظهرت
أنوارهُ لا ولا ضاءَت زواهرهُ
نحن بنو الدهر لكن خبزهُ حجرٌ
لنا فبئس أبًا غاضت نواظرهُ
ما مرَّ يومٌ بهِ الإنسان ذمَّ أسًى
إلَّا ويأتيهِ يومٌ فيهِ شاكرهُ
إن لم يخنك زمانٌ كن على حذرٍ
والليث يحذر ما دامت أظافرهُ
ما كنتُ أحسب أن الدهر يفجعني
حتى على مهجتي سلت بواترهُ
الناس للناس في عسرٍ وفي يُسرٍ
والدهر ما بينهم دارت دوائرهُ
وربَّ غمرٍ جهولٍ ظن أنهُ لا
يحتاج للغير إن الله قاهرهُ
كلٌّ لمن دونهُ يحتاج من قدم
ولو مليكًا علت فيهِ منابرهُ
ما حيلة الملك المرهوب جانبهُ
عند القتال إذا خانت عساكرهُ
لولا الأساس الذي في الترب مركزهُ
ما شيد قصرٌ ولا قامت قناطرهُ
باقاتل الله دهرا موجه نكد
فيهِ الأصاغر وا غمِّي أكابرهُ
يا من يعيرني بالعلم واعجبي
زدني لك الله شيئًا أنت خاسرهُ
يا نفس يا نفس ما طيب الشبيبة في
هذا الزمان الذي شابت غدائرهُ
سحت مصائبهُ شحت أطائبهُ
ماتت أكابرهُ عاشت فواجرهُ

وقال

نظرت مقلتي إلى وجهك الباهي
فراح الفؤاد يصحب وجدهْ
إنما العين راحةٌ تدفع الحبـْ م
إلى القلبِ وهو يرفض ردهْ