صفحة:مرآة الحسناء.pdf/309

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٠٥

واستبشرت طربًا بكل ظرافةٍ
بنوالِ قطف لقًا ورشف سلافةٍ
وزهت بنيل سعادةٍ وطرافةٍ
وبدت تقول برقةٍ ولطافةٍ
ماكل من طلب السعادة نالها


وقال يعزي صديقًا لهُ بوفاة أبيهِ
الدهر ليثٌ والخطوب مخالبهْ
أفهل بغير الصبر أنت تحاربهْ
إن يبتسم فالحتف تحت نيابهِ
بادٍ فكم تطغي الآنام ملاعبهْ
لا يخدعنك من زمانك غفلةٌ
فلربما انتبهت إليك نوائبهْ
والغدر من خلق الزمان فريثما
نغدو على أمنٍ تسلُّ قواضبهْ
لا يسلمن المرءُ من سطواتهِ
والموت أعظم ما تتيح شوائبهْ
ولرب ليلٍ طال جلباب الهنا
فيهِ وقد جلت الظلام كواكبهْ
هجمَ المصابُ بهِ كضرغامٍ وقد
نشبت بذياك الهناءِ مخالبهْ
لا خلد في الدنيا فكلٌّ راحلٌ
وتهون إن عمَّ المصابُ مصائبهْ
والمرءُ شمس حياتهِ تجري على
خطِّ الزوالِ ولا تزول مآربهْ
كلُّ سيرمسُ تحت أطباق الثرى
ويغيب رونقهُ ويدرس جانبهْ
كن عاذر الباكي على عمرٍ مضى
فالبرق تبكي إذ يزول سحائبهْ
صبرًا بني الأخيار حيث فقدتمُ
ذاكَ العزيزَ الصالحات عواقبهْ
ذو سيرةٍ للناس كانت عبرةً
فكم ازدهت بالطيبات مناقبهْ
بالأمس كان على الثرى فوق الذرى
واليوم قد علت السماك مراتبه
٢٠