صفحة:مرآة الحسناء.pdf/310

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٦
والموت مكتوبٌ على جبهاتنا
منذ الولادة والمهيمن كاتبه
فتدرعوا الصبر الجميل فإنهُ
درعٌ غداة الروع يسلم صاحبهْ
لكم البقاءُ فلم يمت من ذكرهُ
للبعث باقٍ لا تموت أطائبهْ
قف يا معزَّ على الثرى سحرًا وقلْ
سقيًا لتربٍ لامستهُ جوانبهْ
وعلى المقابر إن تقف أرخْ بها
كلٌّ ستدنو للتراب ترائبهْ
سنة ١٨٥٩
وقال يمدح الخواجا نصر الله حكيم الطبيب
تحفة الصداقة
نظر السقام أضالعي فرثاها
ورأى الغمام مدامعي فبكاها
يا قلب مالك في الصبابة هايمًا
هذي المحبة فاحتمل بلواها
ما أنت وحدك من سبتهُ بالهوى
حدق الظباءِ وأتلفتهُ ظباها
كم من عزيزٍ ذلَّ في حب المها
رغمًا وكم من ذي رشادٍ تاها!
ماذا ترى في الحب يا مضنى الجوى
إلَّا العذاب فشاهد الأشباها
القلب في نار الغرام مقرهُ
والعين في روض البها مرعاها
ويلاهُ من ظلم الحبيب وظَلمهِ
هذا برى كبدي وذاك براها
أفدي بروحي غادةً إن أسفرت
أزرى بأقمار السما مرآها
حسانةٌ حوت الجمال بديعةٌ
عذراءُ يغتال النهارَ بهاها
سلبت بهاتيك المحاسن مهجتي
وسبت فؤاديَ وهو عبد هواها