صفحة:مرآة الحسناء.pdf/312

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٨
لكن قتلتُ بابيض وباسمرٍ
هذا رشاقتها وذا عيناهـا
قد أثخنت كبدي جراحًا عينها
وبلثم هاتيك الشفاة شفاها
أفدي عيونًا قد أثرنَ على الحشى
حربًا يبيد ابن الحكيم لظاها
من قد غدا للطف حدًّا أكبر
تخذت رسوم الظَّرف منهُ جلاها
فطنٌ كساهُ الله ثوبَ نباهةٍ
وحباهُ عقلًا بالذكاءِ تناهى
أفكارهُ اتقدت ذكًا فيكاد أن
يدري الغوامضَ قبل أن يصغاها
إن سلَّ سيفَ الرأي من غمد الهوى
مدت إليهِ المشكلات طلاها
لا بدعَ إن تكُ لؤلؤَا ألفاظهُ
إن اللآلئَ في البحور نراها
يغني المريضَ عن الدواءِ حديثهُ
والطبُّ للأمراض ما أشفاها
وعرائس الطبِّ ارتدت من شرحهِ
أبهى نسيجٍ فازدهتْ برداها
يجني القناعة بالنهى فهو الذي
يسمو على من لا يسوم جناها
إن يقنع الإنسان يكسب راحةً
وغنًى، وأطماع النفوس عناها
من قاسهُ بالغير من أقرانهِ
ما ميز الأفعالَ من أسماها
ما العقل إلا قوة التمييز إذ
لا شيءَ يصطحب الهدى إلَّاها
وإذا امرؤٌ حسدًا تمنى قدوةً
بخصالهِ أيقنت لا يلقاها
أنَّ النفوس إذا ابتغت كل المنى
لا تبلغنَّ إلى المنون مناها
لو كلما أرجو أصبت جعلت هر
شل منزلي فالأرض لا أرضاها
أفديهِ من خلٍّ يصون عهودهُ
صون العفيفة عرضها وحياها