صفحة:مرآة الحسناء.pdf/315

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١١

فيا من غدا للجهل والبخل عابدًا
لك الله ما هذا الذي أنت عابده
إذا كنت لا تدري بك الجهل فاعتذر
ومن ليس يدري نفسهُ لا نؤاخذه
فعالك قد جاءَت عليك شواهدًا
فعال الفتى بين الآنام شواهدُه
وكل امرئٍ من فعلهِ بان أصلهُ
ومن لا يراعي الأصل لا شك فاقده
وقال متخلصًا باسم صديق لهُ
نفى الرشدَ عني أنسها ونفارها
وشرد عقلي غمزها وازورارها
مليحة وجهٍ كالصباح صباحةً
لها مقلةٌ يسبي القلوب احورارها
ومن عجبي أني أرى ليَ جنةً
بوجنتها والقلب أفنتهُ نارها
أهيم بدر الثغر في بحر حبها
لآلي الهوى ضمن الثغور قرارُها
تجنى على الظبي الغرير التفاتها
وتاهَ على البدر المنير اسفرارها
رنت جؤزرًا ماست قضيبًا تلفتت
غزالًا بدت شمسًا بقلبي مدارها
ولما ثناها الشوقُ عن ذلك الجفا
أتت وهي تستحيي ويبدو افترارها
فعانقتها عند اللقا شغفًا كما
يعانق تلك الزند منها سوارها
أيا راجيًا منها الدنو ابتعد فقد
تبوَّأَتِ الجوزاءَ والشهب دارها
بروحيَ منها إن حظيت بنظرةٍ
بها مهجتي تحيا ويُطفا شرارها
ذللت لذياك الجمال وإنني
عزيزٌ ونفسي قد تسامى فخارها
ولكنها اضطرتْ إلى الذلِّ بالهوى
ونفس الفتى يجني عليها اضطرارها
يحارب جيش الحب والوجد مهجتي
ولكن بفتح الله جاءَ انتصارها