صفحة:مرآة الحسناء.pdf/316

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٢

وقال مؤرخًا بناءَ دار نعمة الله مارون في حلب
ديارٌ لاحَ نورُ الأنسِ فيها
وضاءَ البشرُ حيث بدا بناها
أشادتها يمين الله فانعم
بدارٍ قد سمت عما سواها
بها لطفٌ بتاريخٍ خفيٌّ
وكان بنعمة الله انتهاها
سنة ١٨٥٨
وقال
ومن يهوَ علمَ النحوِ يقلق ضميرهُ
بهِ ويعد في جمع أرزاقهِ قلَّهْ
كذلك من بالصرف يصرف عمرهُ
يموت ويبقى منهُ في قلبهِ علَّهْ
ندبة الوحشة
قفا نندبِ الدارَ التي غابَ بدرها
ونبكِ طلولًا قد تعاظمَ أمرها
ولا تبخلا بالدمع إذ شمتما الحمى
فما نفعُ سحبٍ ليس ينزل قطرها
ربوعٌ نأَت عنها الحبائب فانثنى
من الشوق يشكو للكواكب قفرها
رمتها الليالي بالكآبة والأسى
وليس سوى قرب الحبيب يسرها
وقد لبست بالبين ثوبَ مذلةٍ
وكان إلى الجوزاءِ يبلغ قدرها
وقفت على أكنافها والفؤاد في
لظًى وعيوني قد تناثر درها
تذكرتُ من أهوى فحلت بمهجتي
كروبٌ ونفسي راح يرحل صبرها
يمرُّ عليها الظاعنون وطالما
يعانق إخفافَ الرواحل صدرها
على منزل قد فارقَ البدرُ أفقهُ
بكيتُ وعيني بالظلام مقرها