صفحة:مرآة الحسناء.pdf/317

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٣

وما أهلهُ الباقون في وحشةٍ سوى
نجوم غشاها الليل مذ غابَ بدرها
فكم ليلةٍ فيها أظلُّ مناجيًا
هلالَ الحمى حتى يناجيهِ فجرها
فنعم الليالي الوافيات وعهدها
وبئس الليالي الجافيات وغدرها
لحا الله دهرًا حالَ بيني وبين من
أحبُّ وأيامًا تزاحم شرها
فلو كانت الأيام تبقى على الصفا
وعني تغضُّ الطرف ماذا يضرها
عسى لسلام العودِ تأتي وبردهِ
فيخمد من تلك الجوانح جمرها
تقصِّرُ عمر المرءِ طارقة النوى
وكلٌّ يلاقيها فلا طال عمرها
إذا جنتِ الأيام يومًا على الفتى
فعاداتها فعل الردى وهو عذرها
يدورُ علينا الدهر بالضيم والهنا
ودائرة الدهر التقلب قطرها
ومن ظن أن العقل في الخطب مسعفٌ
يضل وإن النفسَ يخطئ فكرها
إذا رفعت عنك السعادة والعلى
فهل أنت بالعقل الزكي تجرها
حسرة الوداع
بقلبي مطيُّ البين دبَّ دبيبها
فيا ويحَ نفسٍ بان عنها حبيبها
وحاربتِ الأيامُ صبريَ، فاللظى
زفيري وما الأجناد إلا خطوبها
بعادٌ كساني حلة الضيم والضنا
وغادر أجفاني يصبُّ صبيبها
تبوأَتِ الأتراحُ متنَ حشاشتي
وروحيَ راحت حين سار ربيبها
تهبُّ نسيمُ الحي صبحًا فكم وكم
يهزك يا غصن الغرامِ هبوبها
ونهداءَ قد ألوى الفراقُ عنانهُ
بها فتولَّت والفؤاد صحيبها