صفحة:مرآة الحسناء.pdf/318

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٤

ولما بدا الحادي ينادي على السرى
بكت فأذاب القلب مني نحيبها
فودعتها إذ أودعتني حسرةً
إلى الدهر لا والله يطفى لهيبها
نأتْ فنأى طيب الحياة عن الفتى
ولا عجبٌ فهي الحياة وطيبها
فتاةٌ لها من ذلك الحسن والبها
نقابٌ فسلطان النهار نقيبها
نمت نفحات اللطف من حركاتها
فيا أيها المفتون كم تستطيبها
بلوى البعد
إن تبعدوهُ فإن الحبَّ يدنيهِ
أو تقتلوهُ فرشف الثغر يحييهِ
من غادرتهُ العيون السود منطرحًا
على فراش الهوى لا شيءَ يشفيهِ
يصبو إليكم ما هبَّ النسيم وما
أبدى الحمام فنونًا من أغانيهِ
ما كان ضركم بالله لو كرمًا
ذكرتمُ العهد إن الذكر يكفيهِ
يا سادتي لم يدَعْ لي حبكم جلدًا
فما احتيالي وقلبي النار تفنيهِ
كفى النوى أنهُ أبقى الفؤاد على
جمرٍ سوى قربكم لا شيءَ يطفيهِ
آها ووا أسفي! قد ضاعَ عمريَ في
هذا البعاد الذي كل البلا فيهِ
وجدي أنيني دموعي حرقتي لهفي
يشهدنَ كم خندسٍ قد بتُّ أطويهِ
أرجو العتابَ وخفقُ القلب يمنعني
فإن سألتم نسيم الروضِ ترويهِ
شوقٌ هيامٌ سهادٌ لوعةٌ تلفٌ
أصابني في هواكم يا ذوي التيهِ
قل اصطباري وقد غاب النهى وبدا
وجدي ودمعيَ قد زادت مجاريهِ
فهل حنوٌّ وإسعافٌ ومكرمةٌ
منكم عليَّ وهل عطفٌ أرجيهِ