صفحة:مرآة الحسناء.pdf/321

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٧

ومصابٌ على الفتى أن يصافي
صاحبًا لا صفاءَ في خافيهِ
لا يغرَّنَّكَ امرؤٌ حيث يبدي
عهد ودٍّ فنكثهُ يلويهِ
واقتباس الأنوار في الليل بعدًا
قد يضلُّ الساري ولا يهديهِ
قد حوى اليوم عمريَ الكافَ والدا
لَ ودهري اختبرتهُ وذويهِ
ما رأَت قط مقلتي للفتى من
عضدٍ غير أمهِ وأبيهِ
مذ تأملت صورةَ الدهر في
مرآة عقلي رأيت لا خير فيهِ
صوَرُ الموجودات تعرف لكن
أصل ذاك الوجود من يدريهِ
إنَّ جزءًا من ذرَّةٍ وجدت في
الـكون يحتار فيهِ عقل النبيهِ
لا يدوم الفتى على شأنهِ ما
دام كلٌّ عشيرهُ يثنيهِ
يطلبُ الجسم إذ يحركُ خطًّا
مستقيمًا وكم قوًى تلويهِ
وقال وقد بعث بها إلى المرحوم الشيخ ناصيف اليازجي
هلَّا نجازٌ فطال موعدها
يا ليت أضحى كذا توعدها
أبدت ليَ الصد فاختفى وسني
والشهب بالأوج بتُّ أرصدها
يجود بالازورار حاجبها
وبالتحيات لم تجدْ يدها
متى ترى مقلتى لآلئها
يوم اللقا جيدها يقلدها
أضعت في حبِّ عينها كبدي
فرحت بين السيوف أنشدها
عيونها السود بالتغازل كم
تسلُّ بيضًا حشايَ موردها
إن ترفع السترَ والنقابَ فعن
شمسٍ فؤاد المحب يعبدها