صفحة:مرآة الحسناء.pdf/322

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٨

يا كوكب الصبح غطِ وجهكَ إن
لاحت لنا أو بدا مجردها
تصبو إليها الظباءُ إن لفتت
أو انثنت فالغصون تحسدها
أعطافها الهيف تنثني ثملًا
من خمر عينٍ يسود أسودها
إن ينهضِ النفس من يلوم الى
سلوانها فالجمال يقعدها
لا يضغط العذل صبوتي طبعًا
إلا وحرُّ الصبا يمددها
قضيتي بالغرام مطلقةٌ
وشرطها ردَّ من يقيدها
جيش الهوى حلَّ مهجتي فنأَتْ
عنها القوى إذ وهى تجلدها
أروي أحاديث بالمحبةِ قد
صحت فليس الجدال يفسدها
وصحةُ القولِ للفتى شرفٌ
وفي لسان اللبيب معهدها
من صدق الناس كلهم طلبت
منهُ الأباطيل ما يؤَيدها
كم من أقاويل تكتسي صدقًا
وكثرة النقل كم تجردها
وكلما النورُ راحَ منعكسًا
قلت قواهُ وبعد يفقدها
قد قلَّ صدق الورى فحقَّ لنا
أقوال كلِّ امرءٍ نفندها
لا يستوي الناس بالعقول فذا
يذمُّ حالًا، وذاك يحمدها
للجهل بين الآنام مملكةٌ
وطيدةٌ والزمان يعضدها
بئس الزمان الخئونُ كم خبثت
أفعالهُ فالقبيح أجودها
كم منحٍ قد غدت لنا محنًا
وكم ليالٍ يسوءُ أرغدها
والدهر لا يحذرنَّ سطوتهُ
إلا أخو العقل فهو يعهدها