صفحة:مرآة الحسناء.pdf/325

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢٣

وقد حكى شفق الظلماءِ حين بدا
لسانَ صلٍّ وثغر الغرب أبداهُ
فالغرب شاكل أفواهَ الآراقم إذ
رام ابتلاع الدراري فاغرًا فاهُ
وقال
وربَّ بخيلٍ يودُّ لبخلٍ
لو انَّ الرجع يعود إليهِ
إذا ما القذى حل في العين منهُ
بغى قفل جفنيهِ حرصًا عليهِ
وقال
كيف بالله هان بدلي عليها
بعد عهدٍ جرى بعقد يديها
كيف خانت تلك العهود ورامت
ودَّ غيري وكيف يحلو لديها
غازلتهُ في حضرتي فلهذا
كان عتبي يجري على عينيها
وتصبتهُ وهو خالٍ ومالت
عن شجيٍّ ما مال إلا إليها
ثم أخفت هواهُ عنيَ لكن
بلقاهُ يبدو على شفتيها
أين تخفي عشق الذي إذ تراهُ
أحرقت ذمتي على وجنتيها
كيف ويلاه تطرح اليوم صبًّا
وضعتهُ بالأمس في مقلتيها
ولماذا خانت ومانت فجاءَت
بكبار الذنوب من أصغريها
لم تخن غير نفسها فهي لولا
سبقها ما وقعت في راحتيها
قلت: أنَّى كلفتِ بالغير؟ قالت
ما أنا، بل حشايَ فاعتب عليها
ليس ودُّ الحسناءِ من قلبها بل
جاءَ من خصرها ومن مقلتيها
والذي زقزقت غرامًا عليهِ
سوف يمضي ولا يعود إليها