صفحة:مرآة الحسناء.pdf/328

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢٣

من لي بحمل الهوى والوجد برح بي
ولاعجِ الشوق قد فاضت ركاياهُ
سام الجوى مهجتي خسفًا لذا خسفت
والشوق أودت بأحشائي بلاياهُ
فكم ببحر الهوى قلبي قضى غرقًا
وكم وكم كهرباءُ الشوق أحياهُ
أصبو لغيداءَ تسبي الناظرين إذا
لاحت فذات جمالٍ راق مرآهُ
تحلو لنا منظرًا قام البهاءُ بهِ
فجل من لقيام العشق أنشاهُ
فكم أميل إليها والمحبة كم
تدعو المحب ليُعطى ما تمناهُ
وأطلب الوصل حيث الشوق يطمعني
بهِ لدى كل واشٍ طال مسعاهُ
بئس الوشاة ونعم الوشي فهو لنا
ذريعةٌ لعتابٍ رقَّ معناهُ
والحب يأمر قلبي أن يطارحها
نجوى الغرام وخوف الصد ينهاهُ
فيستشير الجوى ذهني فيسفر عن
تمثالها فأرى حظًّا بنجواهُ
كلٌّ له طمعٌ يقضي الحياة بهِ
وكل شخصٍ لهُ حظٌّ بدنياهُ
يا ربة الخدر ما هذا النفار أما
كفاكِ أن فؤادي الوجد أرداهُ
ما لي أرى ذلك الوجه البشوش غدا
يرعى القطوبَ وعاد السخط يغشاهُ
مهما قطبت تزيدين الجمال سنًى
كالبدر يزداد في الظلماءِ لالاهُ
فهل نسيت عهودًا بيننا عقدت
بالحب يا من هواها لست أنساهُ
نظرت عينيك فاستعذبت عن شغفٍ
كل العذاب الذي في الحب ألقاهُ
لواحظٌ أرغمتني أن أهيمَ بها
والحسن ما أرغم الرائي ليهواهُ
قومي بنا نقتطفْ زهر الوصال لدى
زُهر السماءِ ونعطِ الأنس مجراهُ
هار النهار وشمس الكون قد غربت
في العين والبدر قد أبدى محياهُ