صفحة:مرآة الحسناء.pdf/332

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢٦

لوعة النوى
حملتني ما لا أطيقُ من النوى
وتركتني ميت القوى حيَّ الهوى
أفنى بعادك أعظمي وتجلدي
أفهل لدائِي غير قربك من دوا
لما لوت عني الركائب أصبحت
عيني تراقب بدر ذياك اللوى
عطفًا على رمقي ورفقًا بي فلم
يترك فراقك لي سوى نار الجوى
يا قاتل الله الفراق فإنهُ
قتل التجلد والتصبر والقوى
كم سال دمعي حين أورثني الهوى
لطفًا ويهمي الغيث إن لطف الهوا
جور الهوى
كفى الصب ما قاسى من البين والبلوى
وحسبك أنَّ القلب غيرك لا يهوى
معذبتي ما شأن هذا الجفا فهل
سلوت محبًّا ما لهُ عنك من سلوى
صدئت إلى رشف اللمى منك فانغشى
بهِ صادئًا من غير ذلك لا يروى
قضى النوم مني بالجفاءِ لك البقا
وأجفانك الوسنى لهُ قد غدت مثوى
لك الله كم حملت قلبيَ بالهوى
صدودًا وما قلبي ثبيرًا ولا رضوى
فيا من على قلبي جنت بدلالها
فديتكِ تيهي ما على الحسن من دعوى
لمثلك قد حق الدلال فنعم ما
جنيت وبئس العاذلون ذوو العدوى
وحقِّ الهوى لم يخلُ قلبي من الهوى
وما لخلوٍّ في الطبيعة من مأوى
عذوليَ لا أسلو عدمتك غادةً
لها مبسمٌ أحلى لقلبي من السلوى
تجور على القلب الشجيِّ ببينها
فيا بين ما أقوى ويا قلب ما أهوى
وأحسن أهل الحب من كان صابرًا
على جور من يهوى ولا يألف الشكوى