صفحة:مرآة الحسناء.pdf/339

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٣٣


وقال
أنخت مطايا العز مني على العلا
فكيف لذات الخدر أعنو تذللا
سموت فلا أرضى الدنوَّ لأنني
بنيت على ظهر المجرة منزلا
وقد غازلتني أعين المجد والسنا
فهل أنا للحسناءِ أهدي تغزلا
إذا ما أثار الحب حربًا على الحشا
بعثت لهُ من دولة العقل جحفلا
وهيهات أن تسطو العيون على فتًى
نظيري يرى أن الهوى مركز البلا
فما اقتاد قلبي للهوى والجوى سوى
جمال التى تسبي الفؤاد تدللا
معذبتي بالله عودي متيمًا
سوى وجهك الباهي لعينيهِ ما حلا
وجدتك أعلى الناس في مقلتي لذا
تعشقت منكِ الخد والنهد والطلا
هويتك مذ أبدت لحاظك لي هوًى
فذقت الذي قد ذقتهِ أنت أوَّلا
فحسبك ما تغزو لحاظك فهي كم
أصابت وقاك الله قلبًا ومفتلا
وقال
لو يكون المحب يهوى الجمالا
وحدهُ كان يعشقُ التمثالا
إن تكن مقلتي إلى الحسن تصبو
ففؤادي يهوى الحيا والدلالا
فبروحي أفدي مهاةً سبتني
بلحاظ ترمي بقلبي نبالًا
وقوامٍ يهدُّ درع اصطباري
كلما هزَّهُ الشبابُ فمالا
ذات طرف كأنهُ لغزالٍ
حين يرنو لو لم يكن غزَّالا
حركات الأحداق تجدي ثبوتًا
للمحبين والسكون ملالا