صفحة:مرآة الحسناء.pdf/341

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٣٧

وإذا ما الفتى تحاشى من الأيَامِ
نبلًا نضت عليهِ صقالا
والملا للبلا موارد بيضٍ
ومرامي نبلٍ تتيح النكالا
لم يهل طارقُ الردى ذا رشادٍ
قط لكن لذي الجهالة هالا
فإذا الدهر سل صارمهُ أبكى
الحماقي فأضحك العقالا
كل شيءٍ يبدو حقيرًا لمن يفكر
بالموتِ ثم يدري المآلا
قابل الغمر فهو هيلة بالهو
ل وألا يؤذيك فالروق طالا
أين أهل الوفاءِ؟ هيهات قد أصبح
جسمُ الوفاءِ منهم خلالا
ريَبُ الدهر لم تدع من صديقٍ
لصديقٍ ولم تذر مفضالا
لم يعد لي بين الأخلاءِ خلٌّ
ذو ثباتٍ سوى فتًى قد تغالى
من على هامة المودة أضحى
تاج صدقٍ فكم سما وتعالى
ذو صفاتٍ صفت وصحت فكانت
للصوادي مشمولةً وزلالا
فلو الدهر راح يجري عليها
كلَّ نقدٍ عسى يصيب اعتلالا
لانثنى وهو ضاربٌ أسدريهِ
خائبٌ يشتكي العنا والكلالا
هو بحرٌ تموجَ الفضل فيهِ
نعم بحرًا أجرى لنا أفضالا
ولهُ الشعر قد عنا فإذا قا
ل قريضًا يستغرقُ الأقوالا
لا نرى للإيطاءِ وطئًا عليهِ
لا ولا للإقواءِ نلقى مجالا
كلمٌ كالجمان تسلك في سلــك م
معانٍ تشاكل السلسالا
فاضلٌ لا أبوح باسمٍ لهُ إذ
إنهُ لا يبوح بي إجلالا