صفحة:مرآة الحسناء.pdf/344

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٤٠

أتت وهي تبدي لي نفارًا تدللًا
فتلوي حياءً ثم تولي تدانيا
فقلت اسفري، قالت أتكفل يا فتى
هبوط الثريا إن أزحت لثاميا
سرت نفحات المسك من نفساتيا
ومن خالها أضحى شذا الند ناميا
بلثم ثناياها حياتي فإن أتى
بتحريمهِ قومٌ أحلوا مماتيا
وقد يفعل المرءُ القبيح بزعمهِ
مليحًا وليس المرءُ يدري الخوافيا
ومما ازدهاني عطفها وانعطافها
وإعراضها والصد مما دهانيا
لقد قطعت عهدي بصارم صدها
فيا ليتها بالوصل ترعى ذماميا
سلوها سلوها هل درت ما أذاقني
هواها وهل لاقت كمثلي عانيا
أهيم إذا ما مثل الشوق طيفها
لعيني فبي أفدي خيالًا تجاهيا
رجوت الكرى حتى أرى طيفها بهِ
وهل خطرات الطيف تشفي هياميا
إذا احتجبت عن أعيني خوف راقب
فتمثالها ما زال في الذهن باديا
حلا ظُلمها لي بالهوى مثل ظَلمها
وتعذيبها مستعذبًا قد غدا ليا
وقد عوَّدتني السهد في غسقِ الدجى
فعدت بلا نومٍ أراها أماميا
تخالف نومي في هواها ومدمعي
فذا نازلًا أضحى وذلك نائيا
ترى يشتري مني المدامع جيدها
وهل لسوى هذا أبيع الجواريا
إذا جرحت قلبي فتقبيل خدها
أراهُ لجرح القلب بالحب شافيا
عذوليَ ذر عذلي فلست بسامعٍ
وكن راثيًا فالحب أوهى عظاميا
ترى هل يلوم العاذل العاشق الذي
تتيم لو يدري المحبة ما هيا