صفحة:مرآة الحسناء.pdf/345

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٤١

ألا إنني قد صرت دائرة الهوى
فأضحى انتهائي بالغرام ابتدائيا
إذا هلت الأنواءُ من سحب أعيني
تساقطت النيران من نفثاتيا
فيا قلب كم قد بت حيران بالنوى
ويا طرف كم قد بت للأوج راعيا
أهيج غرامًا كلما لاحَ بارقٌ
وأصبو اشتياقًا ما بدا الطير شاديا
معذبتي لا تذكري الهجر والقلى
فذكرهما والله يفني حشائيا
إذا ما نسيت العهد والودَّ عامدًا
فلست أنا للعهد والودِّ ناسيا
هواكِ كساني السقم والضيم إنما
بهِ صرت من حسن التصبر عاريا
لأنتِ إلهُ الحسن يا زهرة البها
وبدر السما أضحى لوجهك جاثيا
فيا سعدَ مرآكِ ويا نحس مقلتي
ويا حسنَ ملقاكِ ويا سوءَ حاليا
وعينيك لا أسلو الهوى وهو قاتلي
ولو أنني أصبحت في الرمس ثاويا
بلي جسدي والبال بلبلهُ الهوى
فهلا رحمت اليوم بالله باليا
إذا لم تشي أني أراك بيقظتي
جفاءً فمن جفنيك ردي رقاديا
وما كنت ممن ينظم الشعر إنما
بحبك صرت اليوم أحصي القوافيا
جريح الهوى يشكو إليك مصابهُ
فلا تعرضي عمن أتى اليوم شاكيا

وقال

ذي البوادي أودت بتلك المطايا
وأعادت عظامهنَّ شظايا
قد براها بري المدى نغم الحا
دي وفيض اللظى ونضب الركايا