صفحة:مرآة الحسناء.pdf/347

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٤٣

لي نوايا في الشمل بيضٌ وها قد
كدرتها الدنيا بسود النوايا
حسدتني الأيام فاستبرزت لي
من زوايا الأقدار شر الخبايا
والليالي قامت عليَّ كأني
ملكٌ ظالم وهنَّ الرعايا
أفقرتني الدنيا ومذ رمت منها
صدقاتٍ تصدقت بالأسايا
ونوال العطا إذا كان بالذلِّ
فنعم الآباءُ بئس العطايا

خاتمة الإقرار

علم الله وهو ربُّ البريهْ
أن نفسي من الصوابِ بريهْ
هفواتي كثيرةٌ ليس تحصى
ومن الفضل ليس لي من مزيهْ
لم أقصِّر عن مطلب العلم لكن
ليس لي قوةٌ ولا قابليهْ
طالما رمت أن أجوِّد نفسي
وبعيدٌ تجويد نفسٍ رديهْ
كل شيءٍ حصلتهُ فيهِ نقصٌ
فأنا ناقصٌ بكلِّ قضيهْ
وارتكبت الأغلاط في كل أمرٍ
يا لضعف الطبيعة البشريهْ
غلطي فاضحٌ فإن سترتهُ
فئة الفضل قلت نعم السجيهْ
وإذا رام كشفهُ ذو كمالٍ
كان شكري لهُ أقل هديهْ
ليس لي حاسدٌ فيهتك صيتي
من ترى يحسدُ النفوس الغبيهْ
وأنا حاسدٌ لكل فضيلٍ
حسدًا زانهُ بياض الطويَّهْ
ها أقرت بالعجز نفسي ولكن
قد أبى الله أن تكون دنيهْ
ما أبت أن تقر بالضعف نفسٌ
هي عن غير ما أقرت أبيهْ