صفحة:مرآة الحسناء.pdf/36

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۳۲
قافية الباء

وليس للطفلِ الَّا أمهُ سندٌ
عندالوقوع وعونٌ ان جرى الوصبُ
هيهات ننكر فضلا منك قد شهدت
به لدينا عصورُ الدهر والكتبُ
لولا وجودكِ لم يظهر لنا وطنٌ
منذ القديم وما كانت نمت حلبُ
فلا برحتِ مناخا للرحالِ ولا
زالت عليك هباتُ الله تنسكبُ
ياحبذا بلداً طاب المقيلُ بهِ
طولَ الزمانِ وقام الصفو والطربُ
هناك قد خضع العاصي خضوع اخي
هوىً برى وجهَ من يهوى فينجذبُ
يجري ومن حولهِ زهرُ الربيع زها
مثل المجرَّة تزهو حولها الشهبُ
كذا النسيم الذي يشفى العليلُ بهِ
اذا سرى لاحَ بشرٌ وانمحى الكربُ
وإن تغنت على ألحانها وشدت
ورقُ الحن رقصت من تحتها القضبُ
فكم هناكُ ذووالاسقام قدر حلوا
وهم يعودون لاسقمٌ ولا عطبُ
من زار أرضاً بها عزاً رای و شفاً
ثم انثني نابحاً عنها فذا كلبُ
أرضٌ لسكانها لاق المديحُ فهم
قومٌ لهم اوجهٌ بالبشر تنتقبُ
بيضُ الصفات حسانُ الطبع أهلُ تقىً
لا يعرفُ الحقدُ منهم لا ولا الغضبُ
يسارعون لاكرامِ الغريب فما
اردتْ بمن في حماهم يحتمي الغربُ
هم أهلُ جودٍ فلا ردٌّ لزائرهم
وأهل لطفٍ فهم بين الملا نخبُ
وإن يكن عرفهم قد ساءَ ناكرهُ
ولم يوافق هواهم من بهِ جربُ
فالشمسُ يوذي كليلَ الطرف مشرقها
والورد ينفرُ عنهُ الخنفسُ الكربُ
يامعشراً لأْلأَت آلآؤُهم وسمت
سيماؤُهم ولهم أضحى الثنا يجبُ
ان كان حُقَّ لكم ان تحقدوا فأرى
لا يحمل الحقدَ من تعلو بهِ الرتبُ