صفحة:مرآة الحسناء.pdf/38

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٤
قافية الباء

يذوبُ فؤَادي حيثُ لاحَ جمالها
وتجمدُ عيني وهي سائلة الغربِ
ويخفق قلبي كلما تذكر الجفا
خفوقَ قلوبِ الجبنِ في حومة الحربِ
رجوتُ نوالَ القربِ منها فلم تجدْ
ولم أدرِ ما نمَّ الوشاة ذوو الكذبِ
وقالت أيا مغرورُ هل أنتَ ترتجي
لعمرُك من بدرالسما صِلةَ القربِ
فلما تمادى الصدُّ والقلبُ ما سلا
وقد شمَتَ الحسَّادُ بي مذ رأَوا شجبي
فجاءَت ترى ماحلَّ بي بعدَ بُعدها
فأبغضت الواشين لما رأَت نحبي
وقالت حبيبي هل جميعُ ضناك من
صدودي فطب بالوصل ياصادق الحبِ
بكت اذ رأَت عيني يسيلُ عقيقها
فرصعتِ الياقوتَ باللؤْلؤِ الرطبِ
وحنت وقالت قرَّ عيناً ولا تكن
كئيباً فما كان الجفاءُ سوى لعبِ
وقامت الى التوديع حين انجلى الدجى
وهارَ ووجهُ الفجر لاح من الحجبِ
فقلتُ لها يا نورَ عيني متى اللقا
أجابت غداً فاصبر ولا تكُ في كربِ
ومذ جَعَلت فوقَ الجبينِ يداً بها
تودعُ صادت طير قلبي بالقُلبِ
فكم جذبتني مقلتاها عن السوى
بقوة ذاك الاحورارِ الذي يسبي
إذا مرَّ سيَّارٌ بأخرَ في السما
يميلانِ عن خطيهما بقوى الجذبِ
وقال
حبيبي هل لحسنك من نظيرِ
وهل لي غير وصلِكَ مستطابُ
نظرتُ اليك فانسكبت دموعي
ولولا الشمسُ ما سحَّ السحابُ
وقال
خطراتُ ذكرك تستثيرُ مودتي
لكَ يا رشاً للقلبِ كان حبيبا