صفحة:مرآة الحسناء.pdf/57

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٣
قافية التاء
روضٌ كستهُ يد الربيع جلاببا
من سندسٍ تسمو بحسنِ سماتها
حيث الغصون تميل من ريح الصبا
فتهيج العشاق في ميلاتها
والزهر يهدي الريح نشر عبيرهِ
والريح تهديهِ ندى نفثاتها
وبلابل الأدواحِ تبدي شدوها
والقضب راقصةٌ على نغماتها
فإلامَ أنت تَغُطُّ في سِنة الكرى
وتضيع اللذاتِ في أوقاتها
نبه عيونك فالهناءُ هنا بدا
ما نفع عينٍ لم تدع غفلاتها
هلَّا رأيتَ الفجرَ أَوترَ قوسهُ
ورمى النجوم فأظهرت كمداتها
والشمسَ أضرمت اللهيبَ فأحرقت
صدأَ الرياح وطيبت نسماتها
وأعادتِ الأشجارَ مثل عرائسٍ
غنت محاسنها على سكتاتها
أو مثل غادات رات في غفلة
عين الرقيب فصفرت وجنانها
فالماء في منهج الغصون مرفرق
والنار مضرمة على هاماتها
الولاعذاب الدوح في نار الضحى
ما استعذبت نفس امرة تمراتها
وقال
أيُّ قلبٍ عانى هوى الغانياتِ
مثلَ قلبي وهام باللحظاتِ
قد ألفت الغرام مذ كنتُ غرًّا
وسأرعى الهوى ليوم المماتِ
فالهوى للحياة طيبٌ ومن لم
يهوَ لم يدرِ كيف طيبُ الحياةِ
وا عذابي من الهوى وا عذابي
فهو لم يجدني سوى الحسراتِ
قد سقتني كاسَ الهوان يد الحُبـْـبِ
م وأجرت مثلَ الدما عبراتي